ميرفت التلاوى تروى ذكريات الثورة فى عامها العاشر: ”30 يونيو” كانت يوم الخلاص من الكابوس.. السيدات وقفن بميدان التحرير فى الصفوف ضد حكم الإخوان.. ما يفعله الرئيس السيسى من تنمية يثير حقد أعدائنا.. صور
- يوميا كان على مكتبى شكاوى كثيرة أتذكر منها 3 شكاوى لسيدات كن يشغلن وكيلات وزارة بـ«الأوقاف» وتعرضن للإقصاء - وجود الرئيس السيسى وحديثه المستمر عن دور ومكانة المرأة رسالة واضحة للجميع بأن التوجه فى الوقت الحالى لصالح المرأة 10 سنوات مضت على ثورة 30 يونيو، ونحن نحتفل بذكراها نستحضر روح هذه الثورة التى أنقذت البلاد من حكم جماعة الإخوان، التى فككت مفاصل الدولة، وضربت بأمنها القومى عرض الحائط، فثورة 30 يونيو جاءت لتبنى وطنًا، وتصحح مسارًا وتفتح آفاق الحلم والأمل أمام ملايين المصريين، ومنذ ذلك الوقت الذى انطلقت فيه 30 يونيو، نجحت الدولة على مدار أكثر من 10 سنوات مضت فى استعادة الأمن وبناء الاقتصاد فى معركة حياة أو موت فى حب مصر على جميع الجبهات. لقد كان لـ30 يونيو بالغ الأثر على المرأة المصرية التى تقدمت الصفوف فى سبيل رفع راية وطنها والوقوف ضد الإخوان التى كانت تنظر للمرأة نظرة دونية ولا تؤمن بدورها، وعن الفترة الصعبة التى عانتها المرأة قبل الثورة وأهم المكتسبات التى حصلت عليها بعدها كان لنا حديث مفتوح مع واحدة ممن عيشن تلك الفترة العصبة، حيث كانت تتولى رئاسة المجلس القومى للمرأة فى سنة حكم محمد مرسى العياط، وعاصرت ثورة 30 يونيو وشاهدة على المكتسبات التى تحققت للمرأة المصرية منذ انطلاقها فى 30 يونيو، وهى السفيرة ميرفت التلاوى والتى شغلت منصب رئيس المجلس القومى للمرأة من 2011 - 2016 ومديرة منظمة المرأة العربية من 2016 - 2018. وأكدت، خلال حوارها، أنها كمواطنة مصرية كانت ثورة 30 يونيو بالنسبة لها نقطة انطلاق لتغيير الرؤية المصرية كاملة، قائلة «كنا فى حالة غرق وخرجنا منها»، تلك الكلمات التى عبرت بها «التلاوى» عن اعتزازها بـ30 يونيو، كاشفة عن الفترة الصعبة التى عاشتها وقت حكم الإخوان أثناء توليها رئاسة المجلس القومى للمرأة، وإلى نص الحوار.. فى البداية ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو.. ماذا تمثل الثورة لك وللمرأة المصرية؟ كمواطنة مصرية ثورة 30 يونيو كانت بالنسبة لى نقطة انطلاق لتغيير الرؤية المصرية كاملة، فكنا فى حالة غرق وخرجنا منها، أما بالنسبة للمرأة المصرية فكانت فاعلة للغاية فى هذه الثورة، فعندما ذهبت لميدان التحرير صعدت لمكان مرتفع وشاهدت كيف تقف السيدات فى ميدان التحرير، ومن النوافذ فى منطقة الزمالك رأيت المواطنين غاية فى السعادة، وعندما تم إلغاء الدستور الجميع فى البلكونات وفى الساحات كانوا غاية فى السعادة كسعادة خروج الغريق حيًا. وأؤكد أن جماعة الإخوان كانت هدفها تغيير الشخصية المصرية، ورغم أنه تم احتلالنا من أكثر من دولة فى الماضى لم يستطع أحد تغيير الهوية والشخصية المصرية. حدثينى عن ذكرياتك مع هذا اليوم بالتحديد؟
قبلها كنت متواجدة فى التحرير، وصعدت إلى مكان عال ورأيت مشهد السيدات وكان الأمر مفرحا، ومع إعلان الرئيس كنت مع عائلتى فى المنزل وشعرنا جميعًا بانتعاش وفرحة لا توصف، فالرئيس السيسى وضع رأسه على كفه واستطاع أن يقف ضد ميوعة الإخوان ونظامهم والذى كان واضحا، فهم لا يستطيعوا أن يحكموا ولكن هدفهم الوصول للحكم، وبالمناسبة أنا التقيت محمد مرسى 3 مرات واتضح لى أنه إنسان عادى ولكنه لا يحكم فى شىء، والقرار يأتى له بتعلميات من جهات أخرى، وبعد الاجتماع الثالث اتخذت قرارا بعدم حضور أى دعوات من الرئاسة.
فترة حكم محمد مرسى وقتها كنت رئيسة المجلس القومى للمرأة.. كيف مرت عليكى تلك الفترة؟ كانت فترة سوداء وسيئة جدًا وكان يوميًا على مكتبى يصلنى شكاوى كثيرة من سيدات، فعلى سبيل المثال وصلتنى شكاوى من 3 وكلاء سيدات من وزارة الأوقاف تم نقلهن من مناصبهن للمخازن دون أى سبب مسبق، وكنت أكتب للرئاسة ولمحمد مرسى بما يحدث معهن وكان الرد «أصل البيئة غير مناسبة»، وكنت أتعجب من هذه الردود. الجماعة كانت المرأة عقدتهم ولو يقدروا يطلعوا كلمة امرأة من القاموس كان عملوا كده، فلم يكن لديهم اقتناع بدور المرأة وأن دورها فقط فى المنزل تخلف وتطبخ أما كونها قوى بشرية مفيدة للدولة لم يكن هدف لهم، فكانوا يريدون تنحية أى سيدة فى موقع مرموق ومتميز، وأيضًا كانوا يسعون لإنشاء ما يشبه بهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الموجودة فى السعودية لدرجة أنهم كانوا يريدون التدخل فى طريقة لبس المرأة. وقت رئاستى للمجلس القومى للمرأة فى سنة حكم محمد مرسى للبلاد، فوجئت بتنظيم فاعلية خاصة بالمرأة فى الاتحادية وتم دعوتى لها ولكنى رفضت الحضور، فالمجلس القومى للمرأة هو المنوط به التنظيم والترتيب لكل ما يتعلق بالمرأة، ويتضح من ذلك أنهم كان لديهم رغبة لنقل اختصاصات المجلس للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية التابع لوزارة التضامن وكانت مسؤولة المركز فى هذا الوقت تتوافق معهم ومع ميولهم. وأؤكد أنهم كان لديهم رغبة فى انتزاع الصفة السياسية للمجلس القومى للمرأة، وظهر أيضًا عدم إيمانهم بالمرأة حينما تقدمت طبيبة فى حزب الحرية والعدالة «حزب الإخوان» لعضوية مكتب الإرشاد وهو ما قوبل منهم بالغضب وقاموا بفصلها من الحزب لهذا السبب رغم أن لها سنوات طويلة ولا أحد ينكر انتماءها لهم، فذلك يعكس نظرتهم للمرأة وأن مكانها مع الأشبال فى الحزب ولا تعتبر مواطنا طبيعيا له كل الحقوق. ومما أذكر أيضًا فى هذه السنة السيئة للغاية التى مرت وأنا رئيسة للمجلس، أنهم كانوا يستخدمون فتيات الإخوان ليتحدثوا عننا بسوء ويتهموننا باتهامات فظيعة لدرجة أنه تم استدعاؤنا للبرلمان رغم أن ذلك غير قانونى، فنحن لسنا جهة تنفيذية ومن كل ذلك يتضح لنا رغبتهم فى إلغاء المجلس القومى للمرأة بأى شكل من الأشكال. كيف ترين التحول الذى حدث من بعد «30 يونيو» خاصة فيما يخص المرأة؟ ما حدث من بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحول كبير للغاية، لتعيش المرأة عصرها الذهبى، ودائمًا ما كنا نقول إن لم تهتم القيادة السياسية بالمرأة لن يحدث التغيير الذى نحلم به، وأؤكد أن الميزة فيما حدث بعد 30 يونيو أنه ليس فقط الرئيس السيسى، مجرد مساند للمرأة ولكنه متابع ولا يترك أى محفل أو مناسبة إلا ويذكر فيها المرأة ويثنى على دورها وهذا يؤكد الإرادة السياسية المتوافرة للمرأة، ففى عهد الرئيس السيسى، دخلت المرأة مجلس الدولة بعد سنوات طويلة من المطالبات، وهو ما كان ليتحقق دون الإرادة السياسية، ووجود الرئيس السيسى، وحديثه عن المرأة رسالة واضحة للجميع بأن التوجه فى الوقت الحالى فى صالح المرأة. ما هى أهم المكتسبات التى حصلت عليها المرأة من وجهة نظرك؟ فى البداية، أود أن أؤكد أننى كنت فخورة للغاية حينما جلس على يمينى وعلى شمالى مساعد وزير الداخلية ومساعد وزير العدل لصياغة استراتيجية مناهضة العنف ضد المرأة، وما حدث فى الوزارتين من تغيير الهيكل التنظيمى لهما لتلبية ما وجه به الرئيس لوقف العنف ضد المرأة أمر مهم للغاية، فتم عمل إدارة خاصة لمواجهة العنف ضد المرأة وتم إعطاء إشارة لأقسام الشرطة للاهتمام بشكاوى واستغاثات التحرش وغيرها من أى نوع من أنواع العنف ضد المرأة. كما أن المرأة شهدت تشريعات جديدة منذ عام 2014 من تغليظ عقوبات بما يخدم ويصب فى مصلحة المرأة، وبدأ يكون هناك اهتمام بالجانب التوعوى فى الإعلام بشأن قضايا المرأة، هذا بجانب العديد من المكتسبات من وصول المرأة لمناصب لم تصل لها من قبل وخروج قوانين تغليظ عقوبة الختان والتحرش ومواجهة قضية حرمان المرأة من الميراث وغيرها من برامج حماية وبرامج اجتماعية وصحية تم توجيهها للمرأة. رسالة تودين ذكرها ونحن نتحدث عن الذكرى العاشرة لـ30 يونيو؟ أناشد كل مواطن مصرى بأن يعى أن هناك فرقا بين الأزمة الاقتصادية والظروف السياسية ومهما كانت الأزمة الاقتصادية ستنفرج قريبًا والموضوعات الاقتصادية سيتم حلها، ولكن على الشعب أن يدرك أن هناك أعداءً لمصر يرون حجم النمو وما يحدث من إنجازات فى هذه الفترة ولا يريدون لها هذا النمو، وما يفعله الرئيس السيسى اليوم ليس أمورًا جمالية، ولكن كان يجب أن تتم من 50 سنة، فسرعة التنمية التى تسير بها مصر قد تثير حقد أعدائنا وعلينا أن ندرك ذلك، والأزمة الاقتصادية يعانى منها العالم كله وليست مصر فقط وعلى الشعب أن يساند بلده. فى النهاية حدثينا عن أحلامك تجاه المرأة المصرية؟
أحلامى للمرأة المصرية أن تشعر بنفسها وقوتها وأنها مواطن مثل الرجل عليها دور لخدمة بلدها وليس دورها الخلفة فقط والطبخ وتربية الأبناء، فالمرأة لا بد أن تكون لها شخصية بعدما أثبتت فى 30 يونيو أن لها صوت وكانت متواجدة فى كل الاستحقاقات الدستورية، وأتمنى أن تستمر وألا تصبح كل مشاكلها الطلاق والخلفة، وأقولها: «لو عاوزين بلدنا تتقدم لا بد من أن يعمل الرجل والمرأة سويًا وينتجان سويًا».