جده هدد بقتل نفسه بالرصاص.. جينات التمرد في عائلة عمر خيرت
برزت جينات التمرّد في عائلة خيرت قديماً جداً، حتى أن الحفيد "عمر" كرّس لهذا التمرد عنوان كتابه الصادر عن دار نهضة مصر "المتمرد.. سيرة حياة عمر خيرت"، والذي حرره الكاتب الصحفي محمد الشماع.
يحكي عمر خيرت عن أول جينات التمرد في العائلة حين هدد جده بقتل نفسه بالرصاص، يقول: "تزوج جدي من جدتي (ماريا ليونيد) وهي من جزيرة (ليروس) باليونان، وذلك رغم رفض أمه لهذا الزواج، لأنها كانت مسيحية، لكن جدي هدد بقتل نفسه بالرصاص، وهذا ما عبّر عنه في إحدى كتاباته".
جين التمرد
يروي خيرت: "أعتبر أن هذا جين من جينات التمرد قد سيطر على قلب جدي محمود، لا بد أن يكون قد ورثه عن أجداده، وورثه لأبنائه بكل تأكيد، لأن مسألة زواج المسلم من المسيحية في مصر لم تكن مطروحة نسبياً في ذلك الوقت، لكنه أصرّ عليها، نعم، نعيش معاً بكل حب وود، ولكن ربما مسألة ديانة الأبناء قد تؤثر على النهايات السعيدة لقصص الحب بين المسلمين والمسيحيين في مصر".
انتصر محمود لحبه
يضيف: "هكذا آمن جدي محمود، وهكذا أصر على موقفه وانتصر لقلبه في النهاية وتزوّج بالفعل من جدتي اليونانية المسيحية، وأنجب منها أربعة أبناء هم عمر وأبو بكر وعثمان وعلي/أبي بالترتيب، وهم على أسماء الخلفاء الراشدين وعندما سأل أبي جدي لماذا لم تسم ابنك الأول أبو بكر بالترتيب قال (لم أكن أعرف أنني سأنجب أربعة أبناء) وما وراء هذه القصة رجل يدعى عمر باشا سلطان ساعده في حياته، فسمى ابنه الأول عمر تيمنًا به ثم تسلسل الأولاد".
إسلام الجدة
يواصل عمر خيرت: "فكرة تسمية الأبناء بعد ذلك بأسماء الخلفاء الراشدين كانت لجدتي ماريا، كانت تزور الكنائس بانتظام في أيام الصلوات، وتذهب للمساجد يوم الجمعة، وفي مرة وجدت أسماء الخلفاء الراشدين مكتوبة على جدران أحد المساجد فقررت تسمية أبنائها على أسمائهم، وظلت جدتي على ديانتها حتى بلغ أبي الثالثة والعشرين من عمره ثم أسلمت وصار اسمها مريم وكانت الشرطة تحميهم لتشدد أهلها وتشدد أهله".