الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد يستينوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى القدّيس الشهيد يستينوس ورفاقه وهو من مواليد نابلس في فلسطين.
انتحل الإيمان بالمسيح في عهد الإمبراطور ادريانوس (117-138). جاء روما وفتح فيها مدرسة وكتب كثيراً ضد الأضاليل الوثنية، وأضاليل هرطقات عصره. في سنة 150 قدّم دفاعه الأول عن النصرانية للإمبراطور انطونيوس. وسنة 155/160 كتب دفاعه الثاني، وقدمه لمجلس الشيوخ الروماني. استشهد ورفاقه حول سنة 165، في مدينة روما.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أعزّائي الشباب، لقد أعلمتموني أنّكم غالبًا ما تعتبرون الكنيسة كمؤسّسة يقتصر عملها فقط على إصدار القوانين والشرائع ... وأنتم تستنتجون من ذلك أنّه يوجد فجوة بين الفرح المنبعث من كلام الرّب يسوع المسيح وبين مفهوم "الاضطهاد" الذي تخلقه فيكم صلابة مواقف الكنيسة... غير أنّ الإنجيل يُبدي لنا مسيحًا مُتطلّبًا جدًّا يدعو الى توبة القلب العميقة والى التجرّد عن خيرات الارض والى مغفرة الإهانات وحبّ العدّو والى قبول الإضطهادات بصبر، وحتى التضحية بحياتنا الخاصة حبًّا بالقريب. أما فيما يتعلق بالمجال الخاص بالأمور الجنسيّة، فإنّنا كلّنا نعلم الموقف الصَّلب الذي إتخذه الرّب يسوع دِفاعًا عن ديمومة الزواج وإدانته المعلنة حتى بما يتعلّق بالزنى البسيط المرتكب بالقلب. وهل بإستطاعتنا ألّا ننفعل أمام أمر "قَلع العين" أو "قطع اليد" إن كانت هذه الأعضاء سبب "شكّ"؟.
إنَّ الإباحة الخُلُقيّة لا تجعل الانسان سعيدًا. كما أن المجتمع الإستهلاكي لا يجلب الفرح الى القلوب. لا يستطيع الكائن البشري أن يحقّق بناء شخصيته إلّا بقدر ما يقبل من المتطلّبات التي تفرضها عليه كرامته كمخلوق "على صورة الله كمثاله". من أجل ذلك، فإنّ الكنيسة حين تقول في زمننا الحاضر أشياءً لا تُرضي، تكون مضطرّة على ذلك. وهذا التصرّف يفرضه عليها واجب الأمانة.
إذًا هل يمكننا القول أنّ رسالةُ الإنجيل المُعلنة كرسالة فرح هي غير حقيقيّة؟ بالعكس، إنّها حتمًا رسالة فرح حقيقيّة! فكيف يكون ذلك ممكنًا؟ يوجد الجواب في كلمة، كلمة واحدة، كلمة مختصرة، لكنّ محتواها هو رحبٌ كالبحر. وهذه الكلمة هي: الحبّ. أنّ صرامة الوصيّة وفرح القلب يستطيعان أن يتوافقا بالتمام. مَن يحبّ لا يخشى التضحية. لا بل إنّه يرى في التضحية البرهان المقنع عن صِدق الحبّ.