مالك البارودى يروى حكاية ”حياة زغلول” التى قادته لجائزة الدولة التقديرية
يبلغ من العمر 23 عاما، ورغم صغر سنه إلا أنه استطاع أن يثبت ذاته ويحقق حلمه ويجذب أنظار الجميع إليه، بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في فرع "تصوير الفيلم الوثائقي"، التي فاز بها عن فيلمه "حياة زغلول"، هو المخرج والمصور الشاب مالك البارودي، الطالب بكلية اللغة والإعلام فرع القرية الذكية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
"الدستور" تحدثت معه كونه أصغر فائز وسط عباقرة وأساتذة كبار، معرباً عن فخره الكبير وسعادته البالغة بحصوله على جائزة الدولة التقديرية، مؤكدا أنه يعتبرها بمثابة وسام على صدره ومحطة انطلاق فى بداية مشواره الفني، وتضعه فى منطقة مختلفة تجبره وتحفزه على اختيار موضوعات صعبة للعمل عليها بشكل أعمق فى الفترة المقبلة.
وأضاف "البارودي": الحمدلله، "ربنا كريم أوى" فقد اجتهدت كثيرا لتقديم هذا العمل الوثائقي الأول لي، وشعوري لا يوصف كونه سجل ووثق أولى خطوات نجاحي في مجال التصوير والإخراج السينمائي، مؤكدًا أن الفيلم مثل له تحدي ومغامرة لأنه يرصد جزءا كبيرا عن الهوية المصرية والتراث المصري العريق المتعلق بـ «غية الحمام»، خاصة أن قصة الفيلم تحكي عن هواة تربية الحمام، وبالتحديد في المناطق الشعبية والأثرية فى القاهرة.
وحكى لنا مالك البارودي، أنه ظل يبحث ويرصد المعلومات الخاصة عن هواة وعشاق تربية الحمام لمدة دامت أكثر من ثلاثة أشهر، حتى وصل إلى غية حمام كبيرة، وتحديدا فى حارة اللبانة إحدى الحارات الشعبية بمنطقة القلعة، واكتشف خلال رحلة البحث أن هناك حمام يصل سعره إلى 500 ألف جنيه، وأن هناك مؤتمرات خاصة يتم انعقادها لتجارة الحمام، ومن هنا زاد إصراره لاستكمال حلمه وقرر إنتاج الفيلم على نفقته الخاصة بمساعدة والدته التى كانت تدعمه طوال الوقت ليرى حلمه النور، وبالفعل ظل يتردد بشكل يومي لأصحاب الغية التى تعلو منزل قديم مُصنف أثر وسط أربعة مساجد أثرية عتيقة، والغية عمرها فوق الـ85 عاما، ومن ثم بدأ فى معايشة، خاصة بعد معرفته أن هذه الغية توارثها أجيال، فالأمر لا يقتصر فقط على الاهتمام بأكل الحمام والتنظيف له والسماح له بالطيران فى أوقات معينة بشكل يومي كما يعتقد البعض، ولكن الاعتناء به يحتاج للكثير من التفاصيل، وأيضًا استجابة الحمام واستيعابه جعلته على يقين أن الحمام من أذكى المخلوقات على وجه الأرض، تلك المعايشة التى جعلت "مالك" لديه شغف لاستكمال أحداث الفيلم وجعلته يتغنى يوميا أثناء ذهابه إلى الغية.. "افتحوا يا حمام كراريس الرسم" الأغنية الشهيرة للكينج محمد منير.
وعلى المستوى الفني والعلمي أكد "البارودي" أن عميدة الكلية الدكتورة حنان يوسف، خير معلمة فظلت تحفزه طوال الوقت، أما المصور السينمائي الكبير كمال عبد العزيز، كان خير داعم له وتابع الإشراف على الفيلم بشكل متواصل عناصر المقرر الدراسي، وكان يتابع أولا بأول معه التفاصيل الخاصة والأسرار الخفية حول هذه الهواية والمسابقات التي تحدث بين عشاق تدريب ومربي الحمام، وتفاصيل حياتهم اليومية التى تبدأ مع أذان الفجر حتى الغروب، والمشاكل التي يواجهونها في تربية الحمام وكيف يتغلبوا عليها إضافة إلى الجانب الإنساني لأصحاب هذه الهواية وتعاملهم مع الطير الجريح، كل هذه التفاصيل وأكثر رصدتها خلال الفيلم وواجهت صعوبات كثيرة، فعلى سبيل المثال جزء كبير من التصوير مرتبط بحركة "الحمام" المستمرة ورصد علاقته مع صاحب "الغية" في فترات اليوم المختلفة.