العودة إلى أسيوط المدينة المقدسة
تمشى
فى بهو مدينتك الأولى
ذى السبعة أبواب
كغريب مرجوم الأنسابِ
تعانق بعيونك
أرتال أزقتها
ومقاهيها الألف
شوارعها المملوءة بالذكرى
بعبير باقٍ
من عطر بنات
نسيتك
ودخلت واختبأت
فى متن قصائدك البكرِ
حقول كانت يانعة
بالبرسيم وبالقمح
وأشجار الكافور
فتسقى من ماء «الإبراهيمية»
والخزان
فصارت أبراجًا
وشوارع تفضى
لميادين
ولا تعرف أسماء لها
وعرائسَ مزدهرات بالفرح
وما ألقوا بعذوبتها
فى النيل
ليربو ويفيض
إذا شح الماء وغاض
وتلميذ أشقر
يتشح بعلم
يمتشق حقيبته المكتظة
بكراريس الرسم
وكتب التاريخ
خرائط وطن
قد سرق الأتراك الفرس
وأبناء يهوزا
ما سرقوا
وانطلقوا..
ليعيثوا فى الأرض عنادًا..
.. بنت
تنتظر الباص لتلحق
بمحاضرة فى علم التشريح
وتخشى أن تنطلق ضفادع
من كيس تحمله..
عد
يا حزن جنوبك
ما عادت مدن الأحلام المجهضة طويلًا
مدن
كنت قديمًا تعرفها وتقدسها
تقديسًا
حسنًا
حسنين
وأربع حسنات
سأعود الآن إلى قرية روحى السمراء
حزينًا
مطرودًا
من جنة مدنى الأولى
من ذكراها
من وقع خطاها
من رجع صداها
أحمل أكياس دقيق
وكثيرًا من عسل
فى الليل
إلى بيت امرأة
تطهو الرمل
لأطفال جاعوا
تنتظر أميرًا
هل كنت أنا