الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الأربعاء السابع للفصح
تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأربعاء السابع للفصح، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لا يتميّزُ المسيحيّون عن سائر البشر لا ببلادِهم، ولا بلغَتِهم ولا بلباسِهم. فهم لا يقطنونَ مدنًا خاصّة بهم، ولا ينطقونَ بلهجة مميّزة، ولا غرابة في نمط حياتهم. لم تنبعِثْ عقيدتُهم من مخيّلة متحّررة تابعة لعقليّات منفعلة. فهم لم يتبنّوا، كآخَرين كثيرين، عقيدة بشريّة ساذجة.
إذاً، فهم يسكنونَ المدن اليونانيّة أو مدن البرابرة، متكيّفين مع الظروف؛ كما أنّهم يتبعونَ التقاليد المحليّة فيما يختصّ باللباس والطعام والعادات. رغم ذلك، فهم يشهدونَ جليًّا بنمط عيش يخرجُ عن المألوف. كلٌّ منهم يسكن وطنه الخاصّ، لكنّهم بأجمعهم كعابري طريق. يُؤدّون واجباتهم كلّها كمواطنين أصيلين، لكنّهم يتحمّلون كلّ شيء كأنّهم غرباء. كلُّ أرض غريبة هي وطنهم، وكلُّ وطن هو أرض غريبة... يعيشونَ في الجسد، ولكن ليس حسب الجسد يمضونَ حياتهم على الأرض، لكنّ مدينتهم هي في السماء يخضعونَ للشرائع العامّة، لكنّ نمط عيشهم يتجاوز الشريعة.
يحبّونَ جميع البشر، لكنّ الكلّ يضطهدُهم. لا يجدونَ التقدير، بل يُحكمُ عليهم ويُقتَلون؛ وهكذا ينتقلونَ إلى الحياة الحقيقيّة. هم فقراء، لكنّهم يُغنونَ الكثيرين؛ ينقصُهم الكثير، لكنّهم يُكثرون في كلِّ شيء. عند الإهانة، يُبارِكون؛ وعند الشتيمة، يُكرِمون الآخرين. باختصار نقول: كما النفس في الجسد، هكذا المسيحيّون في هذا العالم.
هذا واحتفل مساء أمس، سيادة المطران كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، بعيد العذراء، أم المعونة الإلهية، وذلك بكنيسة القديس يوحنا دون بوسكو، بالإسكندرية.
شارك في الصلاة والاحتفال الأب أليخاندرو ليون، الرئيس الإقليمي للرهبنة الساليزيانية بالشرق الأوسط، والمونسينيور أنطوان توفيق، نائب مطران الكنيسة اللاتينية، والأب مرقص حلمي، نائب مدير، ومنسق الرعاية التربوية لقسم التعليم الأساسي، والأب سمعان جميل، راعي كنيسة القديسة تريزا المارونية، بالإسكندرية، والأب جيسودوس أوركيام، مدير عام معهد دون بوسكو، بالإسكندرية، بالإضافة إلى عدد من الآباء الساليزيان، والأباء الفرنسيسكان، والأخوات الراهبات.
تضمن الاحتفال التطواف بالشموع، وإلقاء الورود، حيث يعتبر عيد العذراء، أم المعونة الإلهية، عيدًا تحتفل به جميع الكنائس الساليزيانية على مستوى العالم، في آن واحد.