نص كلمة البابا تواضروس خلال اللقاء مع صحفيي الملف القبطي
رحب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بصحفيي الملف القبطي خلال اللقاء معهم، اليوم السبت، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وقال البابا تواضروس، إن الكنيسة الأرثوذكسية هى أقدم كيان شعبي على أرض مصر، تأسست عام ١٩٦٧ ميلادية عند استشهاد القديس مارمرقس في مصر وهو أحد تلاميذ السيد المسيح، وذهب إلى روما وكتب إنجيله، وكلمة إنجيل تعنى بشارة.
وأضاف أن إنجيل القديس مرقس هو أقصر الأناجيل، وهو كُتب للرومان، لافتًا إلى أن القديس مرقس دخل إلى الإسكندرية ومعه عصا وصليب وبداخله إيمان قوى بالاعتماد على الله، وأنه وهو سائر قطع حذائه، وذهب لإنيانوس الإسكافي، وكان أول من قبل الإيمان المسيحى في مصر، ومن خلال هذا الشخص انتشرت المسيحية في مصر، واستشهد القديس مارمرقس على يد الوثنيين عن طريق السحل، وهو أول بابا في الإسكندرية.
وأشار إلى أنه نشأ صراع بين الوثنيين والمسيحيين، وبدأت المسيحية في الانتشار، وأن البطريرك الأول هو مارمرقس، لافتا إلى أن البابا كيرلس الخامس هو أكثر من جلس على الكرسي المرقسي وظل لمدة ٥٢ عاما، وأن أقصر بطريرك جلس على الكرسي المرقسي هو البطريرك يركلاس لمدة ٦ أشهر، وأقصر فترة فرغ فيها الكرسي المرقسي كانت ٤ أيام، وأطول فترة كانت ٢٠ عاما، لافتا إلى أن طبقة الاكليروس الذين يرتدون ملابس سوداء تشبها بطمى نهر النيل، وأن الكنيسة كيان شعبي، أسسها السيد المسيح، والتى قال عنها "على هذه الصخرة أبنى كنيستى".
ونوه إلى أن المسيحية انتشرت من خلال ٥ مراكز هى: أورشليم، الإسكندرية، روما ، القسطنطينية، وأنطاكية، وأن الكنيسة عاشت ٣ عصور متكررة عبر التاريخ، أولها عصر التعليم والثانى هو الاستشهاد، حيث قدمت الكنيسة المصرية شهداء من مختلف الفئات والأعمار، والعصر الثالث هو الرهبنة التى بدأت وانتشرت في كل العالم، وفلسفاتها هى الانحلال عن الكل والارتباط بالواحد الذي هو السيد المسيح، موضحا أن الراهب لا يرث ولا يورث.
ونوه بأن هذه العصور الثلاثة قدمت ٣ رموز لأفضل ما يقدمه الإنسان وهى العرق والدم والدموع، فالعرق يقدم في التعليم والدم في الاستشهاد والدموع في الرهبنة.
وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة بنت الوطن وخادمة للوطن ولكنها لا تعمل في السياسة، وأن المشاركة في الانتخابات أو وضع مواد الدستور هى تعد أعمال وطنية، وأنها تخدم المجتمع من خلال بناء مدارس أو مستشفيات أو تتبنى مبادرات اجتماعية وخدمية، لافتا إلى أن عدد المسيحيين في مصر يقارب ١٥ مليون مواطن، وأن عدد أبنائها في المهجر يقارب مليونى مواطن منتشرين في أكثر من ١٠٠ دولة.
ووصف قداسة البابا تواضروس ما يحدث في السودان بأنه أشر أزمة، وأنه يصلى من أجل أن ينجيه الله من هذه الأزمة الكبيرة.
وذكر أن الكنيسة تأسست في الخارج في زمن البابا كيرلس السادس في دول الكويت ١٩٦٢ ، وكندا ١٩٦٤ وامريكا ١٩٦٨ واستراليا ١٩٦٩ وانجلترا في ١٩٧١، وكانت هذه هى البذار الخمسة الأولى وتكونت هذه الكنائس من خلال المهاجرين المصريين الأقباط، والآن خارج مصر أكثر من ٥٠٠ كنيسة قبطية أرثوذكسية، وأبعد كنيسة في دولة فيجى وتبعد عن استراليا ساعتين بالطائرة، وأن الكنيسة لديها كنائس في العديد من الدول، ويخدم خارج مصر نحو ٦٠٠ أسقف وكاهن وراهب، وأن الكنيسة القبطية تمتلك ١٠ أديرة على مستوى العالم.
وأوضح أن الكنيسة دورها أن تجمع الناس وأنها حفظتهم من الذوبان في المجتمعات الغربية، وهى أكبر خدمة قدمتها الكنيسة للوطن، ولذلك تعتبر الكنيسة الشعبية في اى مكان بمثابة سفارة لمصر، ومنذ عهد المتنيح قداسة البابا شنوده نحرص في كل زيارة على زيارة السفارة المصرية في اى دولة نزورها.
ولفت إلى أن الكنيسة بدأت في إنشاء العديد من المستشفيات والمدارس في العديد من الدول وأن الكنيسة أسست أكبر مستشفى لعلاج الايدز في دولة كينيا، فنحن نخدم الوطن بعيدا عن السياسة، لذلك نرفض تأسيس اى أحزاب تابعة للكنيسة.
وحول رؤية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاعلام، قال في سفر إشعياء وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْرًا وَلِلْخَيْرِ شَرًّا، الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُورًا وَالنُّورَ ظَلاَمًا، الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْوًا وَالْحُلْوَ مُرًّا." (إش 5: 20).
وتابع قائلا، إن في سفر الرؤيا يقول الكتاب عن الذين سيكونون خارج الملكوت: لأن خارجا الكلاب السحرة الزناة القتلة عبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذبا.
وقال إنه غير مشغول بالأكاذيب والشائعات، وإنه يجب على الصحفيين تربية العقل النقدى وأن يكون الشخص لديه القدرة على الإفراز.
وأشار إلى أن الشعب المصري تربي على الصبر، والتحمل والتكييف إلى أن يتم حل المشكلة .
وذكر قداسة البابا تواضروس الثانى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أم، وأنه عندما نجد مشكلة في أحد الكنائس لابد أن نتدخل، كما يحدث مع كنيسة ارتيريا.
وتابع أن زيارته للفاتيكان زيارة محبة، وأن الوفد المرافق لقداسته يضم ١٠ من الأباء وسنشارك في الاجتماع العام لقداسة بابا الفاتيكان في ذكرى مرور ٥٠ عاما على زيارة المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث في عام ١٩٧٣، وسوف القى كلمة هناك.
وذكر أن زيارة الفاتيكان سوف تكون ايام ١٠ و١١ و١٢ مايو المقبل، وأن يومى ١٤ و١٥ من الشهر نفسه ستشهد زيارة للشعب القبطى في روما، والكنيسة الكاثوليكية قدمت لنا كنيسة سان جيوفانى للصلاة بالأقباط هناك حسب طقسنا القبطى الأرثوذكسي، ونشكرهم على هذه المحبة.
ونوه إلى أن المملكة السعودية سمحت لنا بالصلاة في المناسبات في قاعات أحد الفنادق، وفي آخر مرة، صلى الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، وصلى قداسة عيد الميلاد مساء ٦ يناير، لافتا إلى أن المملكة السعودية تشهد على الانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة.
وأشار البابا تواضروس الثاني إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ليس لها أي معنى، وأنها حرب بين دول وليس بين الكنائس.