الماركيز كونراد.. حكاية فتوى أباحت دم ملك مملكة بيت المقدس
تمر، اليوم، الذكرى الـ831 على اغتيال الحشاشين ملك مملكة بيت المقدس المنتخب كونراد، أثناء الحملة الصليبية الثالثة، وذلك فى 28 أبريل عام 1192، وهم طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله.
وفى عام 1191م أثناء الحملة الصليبية الثالثة، انفصل كونراد دى مونفرات عن ريتشارد قلب الأسد، واعتزل قتال صلاح الدين ورحل إلى صور وأخذ يبعث بالرسائل إلى صلاح الدين يحثه على التحالف معه ضد ريتشارد فى مقابل أن يحتفظ صلاح الدين بالقدس ويحصل كونراد على المدن الساحلية تحت إمرته، لكن صلاح الدين لم يكن مرتاحاً لكونراد، وكان يعرف تمام المعرفة أن كونراد لا يقل خطراً على المسلمين من ريتشارد، بل قد يفوقه، وصلاح الدين لا ينسى أن كونراد هو الذى قاد الصليبيين لحصار المسلمين فى عكا حتى اضطروا للاستسلام والتخلى عن عكا.
وفى تلك الأثناء أمر كونراد رجاله بالاستيلاء على باخرة للحشاشين ساقتها عاصفة فى البحر إلى الجنوح على شواطئ صور، وكانت الباخرة محملة بكل غال ونفيس يفتقده كونراد لتقوية مركزه ضد ريتشارد والصرف على جنوده المرتزقة.
أمر كونراد بنهب كل ما فى الباخرة وأسر طاقمها، كما تعامل مع رسائل الحشاشين التى يطالبونه فيها برد الباخرة وما ومن عليها بغطرسة.
وأصدر الحسن الصباح فتواه بقتل كونراد دى مونفرات جزاءً له على تحدى الحشاشين والاستخفاف بهم، و بعد إصدار تلك الفتوى بسنة واحدة، مشى كونراد فى أحد أزقة مدينة صور إلى قدره الذى ينتظره، وصل كونراد إلى زقاق ضيق يفضى إلى السوق، وعندما بلغ منتصفه وجد راهبين كانا يعملان فى خدمته لأكثر من ستة أشهر، و هما فى الحقيقة اثنان من عناصر فرقة الحشاشين التحقا بخدمة كونراد وتمكنا من كسب ثقته بعملهما المتقن الأمين، وعندما ألقى كونراد عليهما السلام، وقف أحدهما وقدم له رسالة، فلما مد كونراد يده لأخذها، سحب الرجل سكيناً وغرزها فى جنبه، ووثب الثانى على حصان كونراد وطعنه عدة مرات، حتى وقع كونراد من فوق جواده على الأرض وما لبث أن فارق الحياة.