”التفكير فريضة إسلامية”.. هدية مجلة الأزهر لعدد شهر أبريل
صدر مع مجلة الأزهر في عدد شهر أبريل الجاري، كتاب «التفكير فريضة إسلامية» لـ«عباس محمود العقاد»، من تقديم الدكتور نظير محمد عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس تحرير المجلة، كهدية مجانية، مع عدد المجلة لهذا الشهر.
يحاول العقاد في هذا الكتاب الإجابة على سؤالين غاية في الأهمية؛ هل يتفق الفكر والدين؟ وهل يستطيع الإنسان العصري أن يقيم عقيدته الإسلامية على أساس من التفكير؟ يجيب العقاد بنعم؛ فيذكر آيات القرآن الداعية للتفكُّر، التي عظَّمت شأن العقل (وسيلة التفكر)؛ ويُنوِّه إلى أن القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا بالتعظيم، ويدعو للرجوع إليه، بل يصل إلى نتيجة مفادها: أن التفكير وإعمال العقل فريضة إسلامية، وكيف لا وهو دين يخلو من الكهانة والوساطة بين العبد وربه؟ حيث يتجه الخطاب القرآني إلى الإنسان الحر العاقل ليحثه على أن يتفكر في آيات الله بالكون ونفسه؛ ليدرك حقيقة وجوده.
ويقول نظير عياد في تقديم للكتاب: «الإسلام اهتم بالعقل اهتمامًا كبيرًا، وأعلى من شأنه، ورفع قدره، فهو نعمة كبرى، ويكفي تدليلًا على ذلك أن جعله مقياسا لتفاضل البشر وارتفاع منزلتهم»، مستشهدًا بقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
وتابع: «التفكيرى نعمة كبرى، به فضَّل الله - تعالى - الإنسان على سائر خلقه ومن ثم لا غرابة أن نجد النصوص الدينية تتحدث عنه بصيغة التعظيم، وهذا ما يشير إليه العقاد بقوله: «والقرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية، بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها؛ مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة، وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله، أو يُلام فيها المنكر على إهمال عقله وقبول الحجر عليه».
ومن ثمَّ كانت التوجيهات القرآنية بحسن استعماله من خلال الدعوة إلى النظر والتفكر والتدبر؛ لكون ذلك يؤدي إلى نوع من التفكير الناقد، فيصل المرء من خلاله إلى الصواب والتمييز بين الصحيح والسقيم.