الجثث تملأ الشوارع.. تفاصيل يرويها أول شاب أقصري عائد من السودان
روى الشاب الأقصري عبد الرحمن أحمد أول الطلبة العائدين من السودان من أبناء الأقصر تفاصيل خطيرة ومثي مازال يعيش تبعاتها كوابيس تنغص علية أحلامة وتفزعة وتدفعة للغثيان من حين لآخر.
طالب في أولى طب
قال الشاب عبد الرحمن أحمد حجاج 19 سنة من الضبعية غرب مدينة الأقصر في : أنا طالب في السنة الأولى من كلية الطب بجامعة وكلية ابن خلدون في بري بالخرطوم وكنا على أعتاب امتحانات منتصف العام لولا ما حدث.
أصوات مفزعة وانفجارات
ويواصل عبد الرحمن: استيقظنا على دوى إنفجارات وأصوات مفزعة ظننا في البداية أنه ربما حادث أو سقوط ظخم لشىء ما ولكننا فوجئنا بإندلاع حرب حقيقية في السودان واصوات الانفجارات والرصاص لا تنقطع.
بلا كهرباء أو مياه أو طعام
ويقول عبد الرحمن: انقطعت الكهرباء والمياه وفسدت الأطعمة في الثلاجات وأغلق السوبرماركت حيث سرق ونهب العديد منها وفرغت المنطقة من السكان لمغادرة الكثير من السودانيين منازلهم لمناطق أكثر أمنا.
عبد الرحمن ابن الأقصر العائد من السودان
نجوت من الموت بأعجوبة والرصاص عدى من جنبي
ويواصل عبد الرحمن: كنا نضطر كي نشحن هواتفنا كي نطمئن أهلنا ونتواصل مع السفارة أن نتحمل خطورة الذهاب لأحد المساجد القريبة العاملة بأحد المولدات وفي أحد المرات مرة رصاصة بجوار زراعي ولولا ستر الله لكنت من الهالكين.
دور مشرّف للسفارة المصرية
ويقول عبد الرحمن: أن السفارة المصرية لعبت دورا مشرفا ورائعا في عملية تأمين إجلائهم وعودتهم إلي أرض الوطن سالمين حيث كانت تتواصل معنا كل 10 دقائق منذ اندلاع الأزمة حتى توفير أتوبيسات مؤمنة أقلتنا من مناطق تواجدنا في رحلة مباشرة إلي أرض الوطن حيث لم يقتصر الإجلاء وتوفير الملاذ الآمن لنا فقط كمصريين ولكن أيضا كان معنا على الأتوبيسات عائلات وأسر سودانية وكنا 3 أتوبيسات في كل أتوبيس مالا يقل عن 50 شخصا.
رحلة شاقة ومروعة
وأضاف عبد الرحمن: لم تكن رحلة العودة سهلة بل كانت شاقة فقد أمضينا أيام بلا توقف ولا طعام وكانت الجثث تملأ الشوارع في شكل بشع وأصوات انفجارات ودوى مرعبة حتى وصلنا الى أرض الوطن، ولكن مازالت أصوات الانفجارات ودويها ومناظر الجثث في الطرقات تنغص علي منامي على شكل كوابيس تفزعني وتصيبني بالغثيان حتى الآن.