الخماسين المقدسة .. 7 آحاد من القيامة لـ عيد حلول الروح| كيف تحتفل الكنيسة في فترة اللا صيام
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ أيام بعيد القيامة وهو أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق، ويليه فترة الخامسين المقدسة والتى تصلي فيه الكنيسة بالطقس الفريحي، واستخدام الألحان الكنسية المفرحة في كافة الصلوات، وهى الفترة الوحيدة في العام التى لا يكون فيها اي صيام للكنيسة ابتهاجا بقيامة السيد المسيح.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني عن فترة الخماسين المقدسة إنها بمثابة يوم أحد متصل يمتد على مدى الخمسين يوم التالية لقيامة السيد المسيح من الأموات، وفيها تكون الصلوات بالطقس الفريحي.
وبعد 40 يوما من القيامة المجيدة تحتفل الكنيسة بعيد الصعود، وهو العيد الذى يحتفل به بصعود السيد المسيح للسماء بعدما وعد بإرسال الروح القدس، وهو ما تحقق بعد عشرة أيام من صعوده، حيث ظل يظهر لتلاميذه بعد القيامة في أكثر من مناسبة خلال فترة الأربعين.
ومنذ عيد القيامة وحتى اليوم التاسع والثلاثين يتم عمل دورة داخل صحن الكنيسة بالصلبان وصورة القيامة مع ترديد لحن "اخرستوس انستي" اى "المسيح قام"، وبعد عيد الصعود تكون الدورة الاحتفالية داخل المذبح.
ويقول الراحل قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 من باباوات الإسكندرية إن عدم الصوم في الخماسين شيء والتسيب في الأكل شيء آخر، وكون الخماسين أيام فرح لا يجوز فيها الصوم ولا المطانيات، ليس معنى ذلك أن يفقد الإنسان ضبطه لنفسه.
وأضاف أنه لا يليق بالإنسان أن يأكل في وقت مناسب وفي وقت غير مناسب بطريقة تضره روحيا وتضره صحيًا أيضًا وتفقده روحيات الصوم الكبير وروحيات البصخة، لافتا إلى أن أفراح القيامة هي أولًا وقبل كل شيء أفراح روحية، وللجسد أن يشترك في أفراح الروح، ولكن ليس له أن ينحل.
ويشير البابا شنوده إلى أن ما يفقده الإنسان من الصوم والمطانيات يمكن أن يعوضه بمزيد من الصلاة ومزيد من القراءات الروحية ومن التأمل ومن الألحان والتراتيل عملا بقول الكتاب "أمسرور أحد بينكم فليرتل".
ويذكر أنه يمكن أن يتغذى الانسان بالتأمل في محبة الله التي صنعت كل هذا الخلاص، محبة الرب الذي شاء أن يقضى مع تلاميذه أربعين يوما بعد القيامة، يلتقي بهم ويحدثهم عن "الأمور المختصة بملكوت الله" "اع1: 3".
وينصح البطريرك الراحل خلال هذه الفترة بالتدريب على الحديث مع الرب والتواجد في حضرة الله بالمزامير والصلوات الخاصة وصلوات الشكر على خلاص الله العجيب، مع البعد عن أي شيء يعوق وجودك في الحضرة الإلهية.
والخماسين المقدسة تضم 7 آحاد وهى:
- الأحد الأول (أحد توما): الثبات في الإيمان
عيد سيدي صغير، ويتحدث عن ظهور السيد المسيح للتلاميذ و معهم توما الذي قال إنه لا يؤمن إلا عندما يري ويلمس الجراحات، وقال يسوع، "طوبى لمن آمن و لم يرى"، وهو إثبات للاهوت وقيامة السيد المسيح.
- الأحد الثاني: "خبز الحياة" ويتحدث عن أهمية التناول من الأسرار المقدسة، ويقول رب المجد في إنجيل القداس "أنا هو خبز الحياة من يقبل إليّ فلن يجوع ومن يؤمن بي فلن يعطش أبداً".
- الأحد الثالث (السامرية): ينبوع الحياة
وإنجيل السامرية يقرأ في الصوم الكبير، وأيضا يقرأ في فترة الخماسين، لأن الله يبين أنه وحده ينبوع الحياة، حيث قال الرب للمرأة السامرية "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا أما من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا له فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية".
- الأحد الرابع: نور العالم
والقيامة في جوهرها تنقل الإنسان من الظلمة إلى النور، والسيد المسيح يقول، " أنا جئت نورًا للعالم حتى إن كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلام"،
- الأحد الخامس: طريق الحياة
وفي إنجيل القداس الله يرشد للطريق، ويقول عن نفسه أنه (طريق الحياة الأبدية) " أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي"
- الأحد السادس: الصلاة
هو الأحد الذي يلي عيد الصعود مباشرة وفي الفترة بين الصعود و حلول الروح القدس كان التلاميذ مجتمعين في علية مار مرقس يصلون بروح واحدة و بحرارة كبيرة لمدة 10 أيام، وبعدها نالوا عطية (الروح القدس).
- الأحد السابع: الروح القدس
وهو عيد حلول الروح القدس، روح الحق المعزّي، يوم ميلاد الكنيسة لأنه اليوم الذي بدأ فيه الرسل كرازتهم للعالم كله.