آخر مشاهد من حياة مدير أمن بورسعيد قبل مصرعه.. دعوات الإفطار تحولت لدعوات بالرحمة
لم يكن اللواء مدحت أحمد عبدالرحيم، مدير أمن بورسعيد، يعلم أن الإفطار الجماعي الذي يشرف على تنفيذه لأبناء قريته في محافظة سوهاج لن يلحق به، وسيتحول لسرادق عزاء، إذ لقي مصرعه صباح أمس الأربعاء في حادث أليم قبل أن يخرج من بورسعيد، أثناء توجهه إلى مسقط رأسه في قرية الحريدية بمركز المراغة.
كان من المقرر أن يلتقي مدير الأمن الراحل بأبناء قريته الحريدية وأفراد عائلتة اليوم الخميس على مائدة إفطار، حيث سيجتمع معهم لأول مرة منذ 5 سنوات من الغياب، لكنه عاد لسوهاج في اليوم المقرر جثمانا شيعه الآلاف لمثواه الأخير، ولتتحول دعوات الإفطار إلى دعوات الرحمة، وكأن الفقيد دعا الجميع لحضور تشييع جثمانه.
حفل إفطار جماعى بمقر العائلة
وذكر ثروت أحمد عبد الرحيم، مامور ضرائب في محافظة سوهاج، وشقيق مدير أمن بورسعيد الراحل، لـ«الوطن»، أن العائلة كانت تستعد اليوم لإقامة حفل إفطار جماعي بقرية الحريدية، بإشراف اللواء «مدحت»، حيث لم يحضر إلى القرية منذ 5 سنوات عقب وفاة والدتهما عام 2018، لإنشغاله الدائم بمهام عمله.
وأضاف، أن مدير أمن بورسعيد قرر الحضور يوم 15 رمضان للقرية بسوهاج، وإقامة إفطار ورؤية والده وأشقائه، حيث لم يرهم منذ 5 سنوات، وكان الجميع متشوقون للقائه خاصة والده صاحب الـ82 عاما.
تحول حفل الإفطار لسرادق العزاء
وقال شقيق مدير أمن بورسعيد، إن اللواء «مدحت» حضر بالفعل يوم 15 رمضان إلى القرية، ولكن ليواري جثمانة الثرى بمسقط رأسه، وسط استعدادات حفل الإفطار التي تحولت لمراسم توديعه، وكأن الاستعدادات كانت لإفطار المعزين والمودعين له.
وذكر «ثروت»، انه تلقى نبأ وفاة شقيقه أثناء استعداده لإقامة الإفطار بدوار العائلة بالقرية.
الراحل كان في طريق عودته للقاهرة
وكشف «ثروت»، أن شقيقه استقل سيارته الخاصة وتوجه بها لمحافظة القاهرة للإفطار مع أسرته، على أن يسافر إلى محافظة سوهاج عقب ذلك، لكن القدر كان أسرع حيث لقي مصرعه بحادث أليم قبل خروجه من محافظة بورسعيد.