شيخ الأزهر يصف روشتة علاج لغلاء المهور وتيسير الزواج
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن انتشار ظاهرة غلاء المهور وما يترتب عليها من إسراف في التجهيزات والحفلات، في المجتمعات الإسلامية، ترتب عليه ظواهر أخرى انعكست سلبا على الشباب والفتيات والعائلات.
شيخ الأزهر: غلاء المهور والإسراف في التجهيزات يسبب ازدياد العنوسة والعزوبية
ولفت الإمام الأكبر خلال حلقة اليوم من برنامجه الرمضاني الإمام الطيب، إلى أن أول هذه الظواهر هي ظاهرة العنوسة التي تضرب معظم العائلات الفقيرة ومتوسطة الحال، وظاهرة العزوبية التي يعاني الشباب من خلالها ضغوطا نفسية هائلة من أجل أن يحتفظ بطهره وعفافه وطاعة أمر ربه.
وأوضح شيخ الأزهر، من خلال برنامج الإمام الطيب، أنه لا فرق بين هذه المعاناة اليومية بين الفتى والفتاة، لافتًا إلى المعاناة التي تعرض للشباب أو الفتاة بسبب الالتزام الخلقي من جانب، والضغوط الغريزية من جانبـ والصراع بينهما من جانب آخر.
وأكد شيخ الأزهر، أن هذه المعاناة تعرض أيضا لـ الشباب المنحرف نتيجة الصراع بين انحرافه من جانب، وعجزه عن التأهل بزوجة من جانب، منوهًا بأنه ليس من شك في أن هذا الصراع الغرائزي بين عقيدة الشباب وفكره من جانب وبين سلوكهم وتصرفاتهم من جانب آخر، قد أثر سلبا على التوازن النفسي والهدوء العاطفي اللازم لبناء المجتمعات وتقدمها.
وأوضح الإمام الطيب، أنه ليس من شك أيضا في أنه لا حل والوضع كذلك إلا تيسير الزواج وعودته لصورته البسيطة التي حث عليها الإسلام، بعدما خلصها مما تراكم عليها من أثقال العادات والتقاليد وبخاصة في عصورنا الحديثة هذه.
وأكد شيخ الأزهر، أنه إذا كنا ننادي اليوم بضرورة تجديد الخطاب الديني، فإن أول خطاب يجب البدء في تجديده وإعادة إنتاجه هو هذا الموضوع، ومن الممكن أن يصاغ التجديد الديني في هذا الموضوع في 3 خطوات متزامنة.
روشتة علاج لغلاء للمهور وتيسير الزواج
وتابع: الخطوة الأولى، أن يتصدى العلماء المخلصون لدينهم ومعهم المثقفون المهمون بمشكلات البلد ليضربوا المثل الحي في التقليل من تكاليف الزواج لأبنائهم وبناتهم، والخطوة، الثانية منع مظاهر السفه للأفراح في الفنادق والنوادي وبثها في وسائل الاعلام منعا حاسما لا استثناء فيه لأحد.
وأوضح أن الخطوة الثالثة، هي أن يتجه المستثمرون والأجهزة المعنية بالشباب إلى بناء وحدات سكنية تتسع لزوج وزوجة وطفلين أو طفلين على الأكثر وتان تسدد أسعارها على أقساط مناسبة لدخل الشباب وأعباءه المعيشية وظروف حياة أسرته الصغيرة.
وأوضح أن الظاهرة السلبية التي زادت من تعقيد الزواج في عصرنا هذا ظاهرة تفسير الكفاءة بين الزوجين تفسيرا يصدم أبجديات هذا الدين الذي أرسى لأول مرة في تاريخ الإنسانية بمبدأ المساواة بين الناس وشهد له في هذا علماء التاريخ والحضارات، ممن أكدوا هذا السبق وشهدا أن البشرية قبل الإسلام لم تكن تعرف هذا المبدأ بل لم تكن لتتصوره معنى أو مفهوما، لأن أعراف المجتمعات وأنظمتها الحضارية شرقا وغربا كانت قبل الإسلام مبرمجة على مبدأ ثابت هو التفريق بين الناس وتقسيمهم الى طبقات كل طبقة منها قانعة بدرجتها ووضعها في السلم الاجتماعي لا يطرأ على بالها أن تغيره أو تبدله.
وتابع: وكان الشعور الطبقي بين الناس شعورا طبيعيا تزيده الثقافات العامة والعادات والتقاليد رسوخا واستقرارا تجد هذا ماثلا في جمهورية أفلاطون وفلسفة أرسطو الاجتماعية وثقافة اليونان وأنظمة الأديان الهندية، وأعراف جاهلية العرب وقد انسلخت على هذه الأمم قرون متطاولة وهي على هذا النظام قبل ان يظهر نبي الإسلام ويصرخ صرخته الأولى في التاريخ قائلا "الناس سواسية كأسنان المشط"، وقبل ان يجلجل صوته الشريف في خطية الوداع "يا أيها الناس الا ان ربكم واحد وان اباكم واحد لا لفضل لعربي على اعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على اسود ولا لاسود على أحمر إلا بالتقوى".