تصريحات «شيخ الأزهر» المنصفة للمرأة «تجد صداها» على السوشيال ميديا
شغل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مساحة كبيرة من حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته المنصفة للمرأة في برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، في وقت حظي فيه البرنامج هذا العام بمتابعة جيدة عبر الفضائيات، لتتوالى التعليقات الإيجابية عن ما يقدمه الإمام الأكبر عن كيف أنصف الإسلام المرأة.
وخلال حلقات البرنامج، قال فضيلة شيخ الأزهر إن هناك أجندات غربية لتشويه صورة المرأة المسلمة، ووجه خلال العشر حلقات الأُولى من برنامج «الإمام الطيب»، رسائل مهمة تتعلق بحقوق المرأة من خلال عرض بعض الشبهات والرد عليها في أسلوب يَسهُل على غير المتخصِّصين استيعابه، ليتحقق أكبر قدر من المعرفة للجميع، ومن هذه الرسائل:
- أغلب الاعتراضات والشبهات حول المرأة تَتغذى في ترويجها بين نساء المسلمين على أجندات غربيَّة وبخطط ماكرة.
- الصورة المشوَّهة للمرأة المسلمة أوَّلُ ما يسبق إلى أذهان الغربيين ونعمل على تغيير هذه الصورة.
- يوجد مفتريات على المرأة المسلمة مَصدرها «فقه» لا يَعرفُه الإسلام مرجعه العادات والتَّقاليد
- إن كلمة «واضربوهن» في القرآن الكريم ليست أمرًا مفتوحًا بضرب الزوجة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ولم يشجعه ولم يمارسه أبدًا في حياته، وبحسب الأصل هو محظور، ولا يأمر الشرع الزوج أن يستعمل الضرب بهذا المعنى القاسي، حتى في حالة النشوز لكنه يبيح له نوعا منه استثناءً وبشروط وقيود، والفارق كبير بين الأمر والإباحة، وإذا لم يفعل الزوج فإنه يُشكر ويؤجر، والنبي صلَّى الله عليه وسلم قال: «خيركم من لا يضرب».
- الضرب ليس واجبًا، وليس فرضًا، وليس سُنَّة، وليس مندوبًا بل هو أمر مباح في إطار معين وبمواصفات خاصة.
- هناك قاعدة شرعية تقول: إنَّ لولي الأمر أن يقيد المباح إذا رأى أن الناس يسيئون استخدامه واستغلاله، ويلحقون الضرر والأذى بالآخرين، ولا يوجد ضرر وأذى كالذي يصيب الزوجة حال ضربها. خصوصًا أن هناك وسائل كثيرة لحل المشكلات الزوجية بالحوار والتفاهم والمودة، ومعظم الزوجات حاليًا على قدرٍ كبيرٍ من التعليم والثقافة والمعرفة، ولدينا منظومة تشريعيَّة متكاملة تصب جميعها في قوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف»، ويكفي أن نعلم أن الإسلام لا يقر أبدًا الإيذاء البدني بحق أسرى الحرب، فكيف بالله عليكم يقره للمرأة أو يقبله للزوجات؟!
-إذا قال قائل.. "الضرب نص في القرآن" فالرد أنه جاء مباحًا وعلاجًا منزوعًا عنه كل احتمال للأذى والإيلام، وليس أمرًا كما يفهمه المتسرعون، لكنه مباح وقد أعطانا الشرع حرية في التعامل معه، وجعل لولي الأمر حق التدخل في تقييده حين يترتَّب عليه ضرر استغلال وسوء فهم واستخدام.
وجدد فضيلة الإمام دعوته للمجالس التشريعية والمجامع الفقهية ومؤسسات حقوق المرأة والطفل للتصدي لظاهرة الضرب ضد أي إنسان، رجلا أو امرأة أو طفلا، وأن تصدر من التشريعات ما تراعي به الواقع المعاصر من كافة جوانبه، وتجرم أي شكل من أشكال العنف، وأن تصدر من القوانين ما هو كفيل بردع المخالفين والمجرمين، كما أعاد فضيلته التأكيد على أن الحياة الزوجية في الإسلام تُبنى على المودة والرحمة، وليس فقط على الحقوق والواجبات.