«لارا» و«ملك» شقيقتان تتبرعان بحصالتيهما لمعهد أورام الفيوم: «بنعمل خير»
لا يقتصر العمل الخيري على الكبار فقط، بل إنّ هناك أطفالا تملأ قلوبهم الرحمة ويتصفون بالرقة، تلك الصفات التي تؤهلهما لعمل الخير منذ طفولتهم، حيث يؤثرون الآخرين على أنفسهم، ويفضلون عمل الخير على شراء الحلوى، ليضربوا مثلًا كبيرًا ويصبحون قدوة للكبار في الشعور بآلام الآخرين، والحرص على دعمهم بما يمتلكون.
تحولت قصة الطفلتين الشقيقتين لارا وملك إلى حكاية يرويها الجميع في محافظة الفيوم، بعدما اعتادت الطفلتان فتح حصالتيهما التي أطلقا عليها «حصالة الخير» في معهد الأورام خلال شهر رمضان من كل عام، والتبرع بما داخلها من جنيهات مهما بلغت قيمتها لصالح مرضى الأورام.
عادة الطفلتين كل سنة
وقالت الدكتورة دينا الحادقة، عضو مجلس إدارة معهد الأورام بالفيوم، إنّ الطفلتين لارا وملك أحمد خميس، 9 و7 سنوات، رغم طفولتهما إلا أنّهما كبيرتان بعملهما، موضحةً أنّهما تأتيان إلى معهد الأورام في بداية شهر رمضان كل عام، وتفتحان حصالتيهما ثم تتبرعان بكل ما فيها لمعهد الأورام.
فضلتا الخير عن الألعاب والملابس
وأشارت في بيان، إلى أنّ الطفلتين اكتسبتا حب من يعرفهما ومن لا يعرفهما بتصرفاتهما الكبيرة رغم برائتهما، موضحةً أنّ معظم الأطفال في هذا العمر يفكرون في شراء ألعاب أو ملابس العيد، لكن لارا وملك تفكران في مرضى الأورام ومدى آلامهم.
والديهما غرسا فيهما حب الخير
وأكدت الدكتورة دينا أنّه يجب في المقام الأول تقديم الشكر للوالدين الذين يغرسان في طفلتيهما حب الخير منذ طفولتهما، ويربيانهما على الإيثار وتفضيل الآخرين على نفسيهما، والشعور بآلام مرضى الأورام وتقديم الدعم لهم بكل ما يمتلكون، موضحةً أنّ والدة الطفلتين هي من تحضرهما إلى المعهد كل عام للتبرع.
إدارة المعهد شكرتهما
وقدّم مجلس إدارة معهد الأورام بمحافظة الفيوم، الشكر للطفلتين لارا وملك، فضلًا عن تقديم الشكر لوالديهما على اهتمامهم ودعمهم لمرضى الأورام، وللمعهد وحرصهم على فعل ذلك كل عام، كما احتفوا بالطفلتين بنشر صورتيهما على الصفحة الرسمية لمعهد الأورام تقديرًا لهما على ما فعلتاه من عمل كبير رغم صغر سنهما.
التبرع كان برغبتهما
وقال أحمد خميس، والد الطفلة في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أنّ التبرع يتم بناءً على رغبة ابنتيه وليس بتوجيه منه، موضحًا أنّهما يقوما بوضع جزء من مصروفهما بصورة يومية في الحصالة، ولا يمسوها حتى بداية شهر رمضان من كل عام ثم يتبرعون بها.
يشعران بالفرحة بسبب ردود الأفعال
وأضاف أنّ طفلتيه يشعران بفرحة كبيرة، بعدما أثنى الجميع على تصرفهما، ونشروا صورهما ليكونا مثالًا يحتذى به، موضحًا أنّه يريهما صورهما وما ينشر عنهما لإسعادهما وتحفيزهما على استمرار فعل الخير.
تأسيس المعهد بالجهود الذاتية
ووضع حجر أساس معهد الأورام بالفيوم عام 2002 بالجهود الذاتية، بينما بدأ العمل فيه بالفعل لأول مرة عام 2017، وذلك تحت إشراف الجمعية العلمية لرعاية مرضى الأورام والتابعة لهيئة التأمين الصحي، لخدمة مرضى الأورام بمحافظة الفيوم وشمال الصعيد، ويتكون من 5 طوابق، ويشمل أقسام جراحة، والكشف عن مرضى الأورام، وبعض العيادات الخارجية والخاصة.