الشيخ خالد الجندي: رسالة الإمام عمل وقور.. والسلفيون والإخوان أصابهم فزع من شخصية «الشافعي»
أكد الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فى حواره مع «الوطن»، أن مسلسل رسالة الإمام الشافعى، الذى يُعرض خلال الموسم الرمضانى حالياً، يُعد عملاً تاريخياً ودينياً مهماً يحكى قصة أحد الرموز الدينية فى التاريخ الإسلامى، والمجددين، حيث يجسِّد فيه الفنان خالد النبوى دور البطولة وقصة حياة الإمام الشافعى، وتحديداً آخر 6 سنوات فى حياته، وقدومه إلى مصر وبحثه الجاد من أجل حفظ تراث الأئمة السابقين، وطريقته فى المناظرة التى تحترم الآراء ويفوز فيها صوت العقل بتقديم البراهين.. وإلى نص الحوار:
عضو «الأعلى للشئون الإسلامية»: الإمام من مُجدِّدي الإسلام ونشرت كتاباً عنه لإيماني بتغيُّر الفتاوى
ما تقييمك لمسلسل رسالة الإمام الشافعى؟
- عمل تاريخى ودينى جاد وضخم، تفتقر الدراما لمثله فى السنوات الأخيرة، وقد أثبت قيمة الأعمال التاريخية وثقلها، ونقل صورة واقعية عن أحد أهم العلماء الأجلاء فى التاريخ الإسلامى على مر العصور.
كيف ترى الانتقادات التى تعرّض لها العمل بعد عرض أولى حلقاته؟
- السلفيون والإخوان أصابهم فزع شديد من شخصية الإمام الشافعى، كونه يتمتع بشجاعة تغيير الفتوى، ومن المضحك أنهم يوجهون الانتقادات للمسلسل بعد مشاهدة حلقتين فقط منه، دون أن ينتظروا لنهاية العمل، ومعرفة الرسالة التى يريد إيصالها ومدى استفادة المشاهدين منها، فقط أغضبهم وجود عمل وقور يخاطب الملتزمين.
حدِّثنا عن قيمة الإمام الشافعى؟
- الإمام الشافعى يُعتبر واحداً من رموز مصر، فضلاً عن كونه مجدداً للإسلام، فهو رمز التجديد وعدم الجمود والتحجر الفكرى، حفظ تراث الأئمة، وناظر غيره بالعقل والحجة والأدلة، وكانت له جملة شهيرة وهى «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».
حدِّثنا عن كتابك عن الإمام الشافعى؟
- نشرت كتاباً عن الإمام الشافعى بعنوان «الإمام الشافعى وتجديد الرؤية الفقهية»، لإيمانى الكامل بتغيُّر الفتاوى، وهو أشهر وأوسع ما كُتب فى الآراء التى غيّر فيها الإمام آراءه، من 200 مسألة تراجع عنها الإمام الشافعى، فلم يتمسك برأيه ولم يتهم الآخرين بالكفر، وكان منفتحاً وصاحب حجة ورأى، وسيظل الشافعى أيقونة القدرة على تغيير الفتوى، مهما قال المتشددون أو حاول بعض المتطرفين من خلال حملات تشويه مفهومة وهابطة.
كانوا يخشون آراءه لأنه يراعي اختلاف المكان في الإفتاء
لماذا يكره المتشددون الإمام الشافعى ويهاجمون العمل؟
- كراهية المتشددين للإمام الشافعى كراهية تاريخية، بدأت منذ قدومه إلى مصر فى عام 813م، عندما كانوا يخافون من آراء الشافعى لأنه يراعى اختلاف المكان فى الإفتاء، ولهذا يبغضه المتشددون، فمن الطبيعى أن تجدهم يهاجمون العمل الذى يجسِّد قصة حياته.
الهجوم على العمل بعد مراجعة الأزهر حملة ممنهجة ضد علماء مصر
ما رأيك فى أخذ صُناع العمل الموافقة عليه من الأزهر الشريف؟
- اهتمام صُناع العمل بمراجعة الأزهر الشريف محل تقدير واحترام من الجميع، فعندما تتم إجازة نص تاريخى دينى من الأزهر فلا تسأل هنا عن الجودة، بل إن الهجوم على العمل بعد مراجعة الأزهر يُعد حملة ممنهجة للهجوم على علماء مصر أنفسهم.
كيف ترى ظهور السيدة نفيسة فى المسلسل؟
- تجسيد الشخصيات التاريخية والدينية فى الدراما، مثل السيدة نفسية، هو أمر جائز، فيما عدا الأنبياء والصحابة، لذا هو أمر عادى مباح ليس فيه شىء.
ما رسالتك لصُناع العمل؟
- رسالتى لصُناع مسلسل رسالة الإمام أن لا يدخلوا فى جدال مع أحد من المنتقدين والمتشددين، فالأزهر الشريف وافق على ما جاء فى المسلسل، وجميع الناس يحترمون رأى الأزهر بالطبع.
لغة الحوار
اتهام غير مبرر، فهناك لغة تسمى لغة «الحكاية» وهى ضرورة فى أى عمل درامى عند نقله إلى الآخرين، حتى وإن كان يحكى عن شخصية حقيقية، فعلى سبيل المثال النملة التى ذكر الله سبحانه وتعالى قصتها فى القرآن الكريم، لم تكن تتحدث باللغة العربية، فالمعالجة الدرامية من ضروريات الأعمال التاريخية.