مظاهر الاحتفال باستطلاع هلال رمضان في العصر الفاطمي
كانت للدولة الفاطمية تقاليد رسمية لاستطلاع هلال رمضان، فكان هناك ما يسمى بـ دكة القضاة فوق سفح المقطم، يجتمع فيها القضاة لرؤية الهلال، ثم بنى الوزير بدر الجمالي مسجدا على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدا لرؤية الهلال، فإذا تم التحقق من رؤيته، يخرج قاضى القضاة في موكب تنيره الفوانيس والمشاعل حتى يصل إلى داره معلنا بدأ صيام شهر رمضان، ويهنئ الخليفة بالشهر الكريم.
مظاهر الاحتفال باستطلاع هلال رمضان في العصر الفاطمي
وبعدها يخرج موكب الخليفة في مهرجان إعلان حلول شهر رمضان من باب الذهب أحد أبواب القصر الفاطمي ويسير في منطقة الجمالية حتى يخرج من باب الفتوح، ثم يدخل من باب النصر عائدًا إلى باب الذهب، متحليًا بملابسه الفخمة وحوله الوزراء بملابسهم المزركشة وخيولهم بسروجها المذهبة، وفي أيديهم الرماح والأسلحة المطعمة بالذهب والفضة والأعلام الحريرية الملونة، وأمامهم الجند تتقدمهم الموسيقى، وفي أثناء الطريق توزع الصدقات على الفقراء والمساكين.
حينما يعود الخليفة إلى القصر يستقبله المقرئون بتلاوة القرآن الكريم في مدخل القصر ودهاليزه، حتى يصل إلى خزانة الكسوة الخاصة، فيغيِّر ملابسه ويرسل إلى كل أمير في دولته بطبق من الفضة مملوء بالحلوى، تتوسطه صرة من الدنانير الذهبية وتوزع الكسوة والصدقات والبخور وأعواد المسك على الموظفين والفقراء، ثم يتوجه لزيارة قبور آبائه حسب عاداته، فإذا ما انتهى من ذلك أمر بأن يكتب إلى الولاة والنواب يهنئهم بحلول شهر رمضان.