حملة «الإدارة المستقلة».. مساعي للانفصال أم حل مشروع للأزمة السورية
أطلقت مناطق الحكم الذاتي في شمال سوريا حملة للاعتراف بها، ما أثار ردود أفعال صاخبة حول مغزى وتوقيت صياغتها، وهل هي دعوة صريحة للانفصال أم لا تعدو كونها محاولة واقعية لفرض نفسها على السلطة الشرعية للبلاد.
وأوضح نائب الرئاسة المشتركة لشمال وشرق سوريا، بدران جياكرد، أنهم سعوا للتواصل مع الرأي العام والقوى والأطراف الفاعلة، عبر الشبكة العنكبوتية، من خلال إطلاق هاشتاغ، لخلق مناخ يساعد على النقاش وسماع الرأي والرأي الآخر.
ولفت أن هذه الحملة الالكترونية، جاءت للتأكيد على حقهم الأصيل في إدارة شؤونهم، وهو حل واقعي على عكس ما يتم الترويج له بأنها مساعي تجاه تقسيم سوريا.
وشدد على أنهم أكثر حرصًا على وحدة سوريا وشعبها، موضحًا أنهم سبق له إبداء رؤيتهم في الحل والحوار الوطني.
ورد جياكرد على الانتقادات التي طالت حملتهم بوصفها مخطط واضح تجاه تفتيت وحدة سوريا وأراضيها، وإنشاء كيان مستقل في الشمال السوري، موضحًا إن الإدارة تقدم مشروعها بوصفه حلًا ضمن الكيان السوري، بعيدًا عن أي أفكار للانفصال أو التقسيم.
وعبر عن اندهاشه من وصم فكرة الإدارة الذاتية داخل المظلة السورية الموحدة، جيد للبلاد عامة لأنه مشروع وطني مخلص يريد الحفاظ على وحدة أراضيها.
وقدم جياكرد شرحًا لأهداف الحملة مؤكدًا أنها ظهرت ،للنور بسبب الحاجة الملحة لحل سياسي عاجل نتيجة حالة العقم التي شهدتها كل المبادرات الدولية وترسيخًا لمساعي الاستقرار الدائم، ما يعني دحر الأفكار الظلامية والكيانات الداعمة للتطرف والإرهاب، ولإظهار الدور الحقيقي للإدارة الذاتية وريادة دورها الوطني من أجل تطوير حل يحقق الحاجة السورية.
ووصف جياكرد مشروع الإدارة الذاتية بأنه مشروع وطني سوري، يؤكد مفاهيم الديمقراطية، ويؤسس لسوريا "لامركزية" موحدة قوية بمجتمعها المتعدد.
ودلل على عدم وجود أي نية للانفصال، بأنهم كانوا في الصفوف الأولى وسط الأزمة والفوضى العارمة التي اجتاحت البلاد، علاوة على تقديم تضحيات كبيرة، على صعيد مكافحة داعش وأذنابها، والتصدي لمخططات التقسيم التركية.
واختتم جياكرد تصريحاته بالتأكيد على أنهم سوريون الهوى والهوية، ويريدون طرح ومتاقشة وجهة نظرهم داخل الأطر الشرعية بوصفه السبيل الوحيد للحل الديموقراطي في سوريا.