حسن وأماني.. قصة حب بطلها “ديارنا”| حكاية عارضين جمعهما المعرض وانتهت في “الكوشة”
قصص وحكايات كثيرة بين العارضين والمشاركين بمنتجاتهم فى معرض "ديارنا" للحرف اليدوية والتراثية تحت شعار " مصر بتتكلم حرفي"، والذي يقام علي مساحة أكثر من ٢٨٠٠ متر مربع، بمشاركة أكثر من 400 عارض يمثلون 20 محافظة للترويج لحرفهم اليدوية الأصيلة.
وكانت افتتحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، معرض "ديارنا" للحرف اليدوية والتراثية، الجمعة الماضية وذلك بحضور الدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، والدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، المهندس محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، والفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني، والسفير كريستيان بيرجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، وسفيرة سويسرا بالقاهرة ووفد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين مكون من النواب أحمد فتحي، وهيام فاروق، إيمان الألفي، وأعضاء التنسيقية محمد اللافي، وحنان جوهر، إسراء طلعت ، وكريم الكناني، وجهاد سيف، وممثلي الهيئات الدولية في مصر.
وعلى هامش فعاليات المعرض، التقينا بحسن وامانى، حيث عرفا بعضهما لأول مرة في معرض ديارنا بالأقصر في العام الماضى، وبعدها بأيام إلتقيا مرة أخرى في معرض ديارنا الحالي، ليعقدا قرانهما بعد انتهاء المعرض بعشرة أيام فقط، وفي معرض هذا العام يعرض "حسن البروجي" منتجاته من سجاد جلد البقر والكليم، وتعرض أماني حماد حقائب الجلد الطبيعي المطعم بالنحاس، في جناح واحد بالمعرض الذى يستمر حتى 11 مارس. وتقول أماني أنها من المحلة في الأقصر ، وتخرجت في كلية الإعلام عام 2005 بقسم الإذاعة والتليفزيون، وهو نفس العام الذى تخرج فيه حسن في كلية الحاسبات والمعلومات، الذى هو أكبر منها بستة شهور فقط.
كما اكدت أمانى، إنها لم تعمل في مجال دراستها، وبقيت تمارس هوايتها في الكروشيه وتطريز مفارش الصيرما في بيتها، حتى عام 2018 حين أرادت أن تصنع لنفسها شنطة من الجلد الطبيعي، وهنا لجأت إلى فيديوهات اليوتيوب الأجنبية، حتى تلك الصامتة منها، والمتخصصة في كيفية صنع الحقائب يدويا من الجلد الطبيعي.
وحتى تتمكن أماني من الوصول على المنتجات والادوات توجهت إلى مدينة طنطا القريبة منها، وهناك سألت من أين يمكن أن تأتي بالجلد الطبيعي ومن أين تأتي بالأدوات، وبالفعل اشترت أدوات بسيطة لتبدأ. وتقول: "لم أبدأ بعمل محافظ صغيرة كما تنصح فيديوهات الانترنت التى عملت أول شنطة ثم الثانية والثالثة ولاقت إعجابا كبيرا من أصدقائي، وبدأن يطلبن المزيد مضيفة إلى أنها تستخدم أجود أنواع الجلد الطبيعي من الدرجة الأولى التى تخصص للتصدير، وتأتي به من أحد المصانع الشهيرة في قويسنا، "مصبوغ بالألوان التى أحتاجها بمعرفة المصنع ، فلا يتقشر الجلد ولا يذهب اللون".
زأنشأت أماني صفحة لها على فيسبوك لتعرض منتجاتها من الحقائب الجلدية، وتتلقى فيها الطلبات الجديدة، وهنا فوجئت بمديرة قصر ثقافة المحلة، لتبلغها بأنه تم اختيارها لتكون ضيفة في برنامج "صاحبة السعادة" الذى تقدمه الاعلامية إسعاد يونس، بعدها حصلت على كورسات في جهاز تنمية المشروعات، حول كيف تبدأ مشروعك وكيف تسوقه وكيف تحسب أرباحك.
وتتميز حقائب أماني أيضا بأن كل واحدة منها تحمل تصميما مختلفة من نسج خيالها، واحدة تحكي قصة من الريف المصري، وواحدة تحمل قصة أفريقية، وثالثة للشمس ولأحد الأبواب الشعبية، ومن أجل اظهار تفاصيل القصة على الشنطة، تزاوج بين تقنيات حرق الجلد مع قليل من التلوين مع قطع النحاس.
وقال: "استخدم للشنطة اكسسوارات من النحاس، لأنها الأبقى والأكثر قيمة مع الجلد الطبيعي، وأعطي للمشتري ضمان سنتين لأني أعرف خاماتي".
قبل فترة، فوجئت أماني بصديقة تخبرها أنها وجدت قصتها مكتوبة في كتاب ابنها المدرسي، في القراءة للصف الرابع الابتدائي، ضمن موضوع عن المشروعات الصغيرة، وكتب بالموضع اسم أماني وكيف بدأت مشروعها من البيت حتى أصبح لديها ورشة ويعمل معها سيدات في المراحل المختلفة للعمل.
حسن بدأ من 30 سنة
حسن أيضا يستخدم الجلد مثل أماني لكنه يستخدم الجلود بشعر الحيوان، لأنها من أجل السجاد، أما أماني فتعمل في الجلد البقري والجاموسي والغنم، لكن الفرق في طريقة الدباغة. ورغم دراسته لنظم المعلومات، لم يتخل حسن البروجي عن السجاد اليدوي"الكليم"، حرفة والده وعائلته التي أتقنها منذ الثالثة عشرة من عمره، البداية كانت قبل أكثر 30 سنة بمركز منوف بمحافظة المنوفية، حيث كان حسن يعمل على نول واحد في بيت الأسرة، بعد أن يعود من المدرسة وطوال فصل الصيف، حتى أصبح لديه الآن أكثر من 50 نولا، ويعمل معه أكثر من خمسين حرفيا. وفي أغسطس 2012 حصل حسن على قرض بمبلغ 170 ألف جنيه من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، لمساعدته في شراء خامات لمصنعه الصغير، بمدينة منوف، حيث كان عدد العاملين معه لا يتجاوز 8 صنايعية وبعد ثلاث سنوات استطاع تسديد القرض والحصول على قرض أكبر، لتوسيع المشروع، ووصل عدد العاملين معه الآن إلى 50 صنايعيا، إضافة الى السيدات اللاتي تم تدريبهن على الغزل ويتسلمن الخامات من المصنع ويسلمنها له نظير رواتب شهرية. ومن بين المنتجات التى يعرضها حسن في جناحه مع أماني، سجاجيد يدوية من الجلد البقري الطبيعي، من دوائر متكررة ومتلاصقة ومتداخلة ومثبتة معا يدويا بخيوط الساتان، وكلها من تصميمه ومن عزف أنامل صنايعية ورشته بمنطقة مصر القديمة."البازارات فيما مضى كانت من أهم منافذ التسويق للسجاد اليدوي، لكن تأثر السياحة، وانخفض التسويق لبازارات شرم الشيخ والغردقة، في المقابل زاد إقبال المصريين على شراء السجاد اليدوي في معارض ديارنا ، حيث يشعر الحرفيون كيف ساهمت هذه المعارض والدعاية لها، في تغيير ثقافة الشراء لدى شريحة كبيرة من الجمهور، وأصبحت تتبنى الآن شراء الهاند ميد وتزيين بيوتهم أو ألبستهم باللمسات التراثية". من تجربة حسن، يؤكد للشباب أن المشروع الحرفي، يمكنه أن يوفر لمن يخلص له، دخلا أكبر من دخل أي وظيفة، وأن الفيصل فقط هو حب الحرفة وتعلم أسرارها، وطرق أبواب الجهات التي يمكن أن تقدم المساعدة. أمنية الزوجين ويؤمن الزوجان حسن وأماني بأن "النصيب" الذى جعل جناح أماني في معرض الأقصر، يقع أمام جناح حسن هو الذى جمعهما، قائلا: "لما شفت أماني ولمست أدبها وأخلاقها ورقتها، قررت أن أتزوج" هكذا علق حسن.
وفي 15 مارس المقبل سيحتفل الزوجان بعيد زواجهما الأول، وهما سيشاركان في ورش تدريب للشباب على صناعة السجاد والشنط من الجلود، ويتمنيان أن تحمل "ديارنا" دائما المفاجآت السارة للعارضين وللزائرين أيضا.
IMG-20230225-WA0039 IMG-20230225-WA0038 IMG-20230225-WA0037 IMG-20230225-WA0036