ليلة النصف من شعبان .. فضائلها ودعاؤها وخصال الخير فيها
تقترب ليلة النصف من شعبان ويغفل كثيرون عن فضائلها، فمع مغيب شمس يوم الاثنين السادس من مارس المقبل، وحتى مطلع فجر السابع من مارس تحل علينا ليلة البراءة والاستجابة والشفاعة.
ليلة النصف من شعبان
ولـ ليلة النصف من شعبان فضائل كثيرة، يقول الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن ليلة النصف من شعبان لها فضائل عظيمة أوردتها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام- فيما رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه ليلة النصف إلا لمشرك أو مشاحن) وقد أجمع المسلمون في جميع العصور والأزمان منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، حتى وقتنا هذا على أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة طيبة كريمة فاضلة، لها منزلتها العظيمة عند المولى عز وجل.
فضائل ليلة النصف من شعبان
ومن فضائل ليلة النصف من شعبان ومشروعية الصيام وفعل الخيرات فيها، ما جاء في رسالة الكشف والبيان عن فضائل ليلة النصف من شعبان للشيخ سالم السنهورى، حيث قال:
هي ليلة المغفرة : ورد عن كثير بن مرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنَّ الله لَيَطَّلِعُ ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا رجلين: مشرك، أو مشاحن) " رواه الإمام أحمد مرسلاً، ورواه الطبرانى وابن حبان مرفوعاً.
وهي ليلة إجابة الدعاء: فعن أبى الدرداء – رضى الله عنه – أن النبىَّ – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: ( ليلة النصف من شعبان ينزل الرحمن إلى السماء الدنيا فينظر إلى أعمال العباد، فيغفر للمستغفرين، ويتوب على التوابين، ويستجيب للسائلين، ويكفى المتوكلين، ويدع أهل الضغائن لا يفعل بهم شيئاً من ذلك، ويغفر الذنوب جميعاً لمن شاء إلا لمشرك أو قاتل نفس حرَّمها الله، أو مشاحن).
وأيضا ليلة الشفاعة: لما روى عن السيدة عائشة - رضى الله عنها - أن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - كان جالساً فى هذه الليلة فنزل عليه جبريل - عليه السلام - فقال: إن الله قد أعتق نصف أمتك من النار.
وقال الإمام الشافعى - رضى الله عنه - في كتابه (الأم): (بلغنا أن الدعاء يستجاب فى خمس ليالٍ: ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان).
متى ليلة النصف من شعبان 2023؟ الإفتاء: متبق 9 ليال اغتنم أعمالها الآن أفضل طريقة لاغتنام ليلة النصف من شعبان.. علي جمعة يكشف عنها خصال الخير في النصف من شعبان
وفي بيان ليلة النصف من شعبان، فضائلها ودعاؤها وخصال الخير فيها، نقل الشيخ صالح الجعفري في ترجمته كتاب رسالة الكشف والبيان عن فضائل ليلة النصف من شعبان للشيخ سالم السنهورى، ما رواه عبد الرزاق بن همام عن على بن أبى طالب – رضى الله عنه – عن النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: ( إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله – عزَّ وجلَّ – ينزل فيها لغروب الشمس فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه، ألا كذا ، ألا كذا حتى يطلع الفجر) " أخرجه ابن ماجه فى سننه، والبيهقى فى شعب الإيمان".
وروى من حديث عمر بن عثمان بن كثير بن زياد بسنده أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: ( من أحيا ليلة النصف من شعبان وليلتى العيدين، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).
دعاؤها
ومن الدعاء المأثور فى ليلة النصف من شعبان: "اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
والأولى إحياؤها بصلاة التسابيح التى علمها النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – لعمه العباس رضى الله عنه.
كما يستحب فيها الزيادة من كل خير، كصلة الأرحام، والصدقات، والتوسعة على الأهل، والإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
استحباب إحيائها بصلاة التسابيح
يكون إحياء الليلة بسائر أنواع القربات والطاعات، وإنما اقتصر على صلاة التسابيح لشدة ترغيب النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – لعمه العباس – رضى الله تعالى عنه – فيها لما لها من ثوابٍ عظيم.
كيفية صلاة التسابيح:
روى أبو داود بسنده عن ابن عباس – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال لعمه العباس بن عبد المطلب – رضى الله عنه - : (يا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ! أَلَا أَمْنَحُكَ! أَلَا أَحْبُوكَ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً). صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ورواه البخارى فى جزء القراءة خلف الإمام.
قال البلقينى فى التدريب: حديث صلاة التسابيح صحيح، وله طرقٌ يعضد بعضها بعضاً. وقال عبد العزيز بن أبى داود: من أراد الجنة فعليه بصلاة التسابيح. وقال أبو عثمان الخيرى الزاهد: ما رأيت لشدائد والهموم مثل صلاة التسابيح.